أرشيف

الشيخ القاهري ما زال يعبد بعد أربعة قرون من موته في اليمن

يمنات

موفق السلمي

في النصف من شعبان يقوم الكثير من عامة الناس بالتوجه إلى قبر الشيخ عبد القاهر في منطقة ماوية بمحافظة تعز حيث يفتح قفص القاهري ولا يغلق لمدة خمسة أيام على مدار الساعة لاستقبال الزائرين المحبين والوافدين من منطقة صبر والمناطق المجاورة للصيب.

مجاذيب أم سحرة

وبداخل القفص بجوار قبر الشيخ القاهري تضرب الدفوف وتغنى القصائد وتذبح البهائم ويوزع القات ويقبل الزائرون القبر ويتوسلون به ويقوم  المعروفون باسم المجاذيب بالجذب والنياح وينادي المجذوب بأعلى صوته (ياقاهري) ويدخل سكين في عينيه ويخرج عينه ثم يردها كما كانت.

والعجب والعجاب هو ما يقوم به بعض الزائرين من أكل التراب الناعم المعطر المخصص للأكل الموجود فوق القبر معتقدين بان ذلك التراب شفاء من كل داء وأما عن الذبائح فحدث ولا حرج فمنصوب القاهري يذبح البهائم تقرباً للشيخ ويقوم بقية السادة بذبح بهائمهم في مناطقهم ,وفي جوار القاهري يقوم سوق تجاري عظيم يشبه سوق الجند بجمعة رجب حيث يتوافد التجار من كل حدب وصوب إلى جوار الشيخ ويفترشون التراب

ويصلحون الخيام ويتاجرون بالألعاب الصينية الضارة.

راودتني نفسي في الذهاب للسوق للاطلاع والتصوير فذهبت ورأيت تاجرا مفلسا يترنم (يا قاهري سرقوني ) يقصد الأطفال لان الأطفال في هذا اليوم يمارسون السرقة وإذا بتاجر آخر يصيح (يا قاهري جيبهم, يا ولي جيبهم) يقصد الزبائن.

وأثناء تجوالنا في جمع القاهري أدهشني وأثار انتباهي كثرة وازدحام القبور حتى بحثنا عن مكان لنأخذ قسطاً من الراحة فلم نجد بل  أن بعض المنازل المجاورة لتلك الأضرحة والقباب فوق قبور كما أفادنا بذلك الأخ عمار سعيد احمد حينما سألناه عن السبب , أوضح قائلاً:(الآباء والأجداد تركوا وصيتهم مكتوبة بدفنهم جوار القاهري لكي يكون شفيعاً لهم عند الله يوم القيامة).

وقبل سنوات حاول بعض الشباب منع  تلك البدع والشركيات  فتم الزج بهم في السجون..

أما عن الأضرار المادية يقول ألقاسمي:في منطقتنا يقدسون النصف من شعبان -تقديساً مفرطاً اكبر من عيدي الفطر والأضحى وينفقون مبالغ باهظة تقدر بعشرات الآلاف للملابس والذبائح والألعاب والقات ,وفي هذا اليوم يتفرغ الناس من أعمالهم ويعودون إلى منازلهم ابتهاجاً بهذا العيد الموروث من أبائهم وأجدادهم المسمى بـ «الشعبانية» ويسافر المغتربون إلى قراهم من أبناء هذه المنطقة حتى الذين لم يسافروا بعيدي الفطر والأضحى.

وبخصوص الأضرار العقادية التقينا مع الأستاذ /عبد الباري محمد وسألناه عن الأضرار فقال:يمارس عند هذه القباب  والأضرحة الكثير من الشركيات مثل حرق الثياب ولحف التراب والتوسل بالأموات والمحافظة على الموالد  وأضاف الأستاذ عبد الباري بأنه بلغه أن مداح كان يقول :

مدد مدد يا عبد القاهر يا اللي سركم ظاهر

ومن البلية أن ترى من يصلي داخل القبور , ولم يعلم إن الأرض كلها مسجد طهور إلا الحمام والقبور،ومن المفاسد رؤية كثرة الشموع التي تهدى إلى المنصوب فهو قريب ومحبوب , وابن عم المجذوب. فيبيع منه ما يشاء والباقي يتوسله إلى المساء , فالدنيا مظلمة والشمعة خير شفاء.

وعند الأعتاب المقدسة في نظرهم أي قبر القاهري والناس حوله طواف , وهذا والله حرام , ويأتي المنصوب أو المجذوب عند إتمام المناسك لقص الشعر وأخذ المبلغ المطلوب.

كرامات الشيخ القاهري

يحكي لنا الأستاذ عبد الباري في رسالته “الخطر المستبين فاحذروا يا مسلمين”فعن جدته أنها أخبرته انه في حياة القاهري حدث ذات يوم  مطراً شديداً وابنه يرعي الأغنام في جبل بالمنطقة فول هارباً إلى قرية كانت هناك وهم معرسون  فمنعوه من الدخول فدعا عليهم الشيخ “اللهم اجعل عروستهم حجرا “فردهم أحجار وهذه أخبار وهناك آثار كبيرة من هذه الأفعال المحرمة.

عود بلس يُرجع الزوج المغترب

  • تذهب أم المريض إلى بيت النمل وتنادي « يا نمل , يا وحداني , سألتك بالله والرحمن وعبد القادر الجيلاني , صاحب العقد الرباني الذي لا نجره نجار ولا نشره منشار إلا العزيز الجبار , تقطع من ابني تلك الحمى».
  • إذا تأخر المسافر في غربته ولم يعرف مكانه تقوم أم المسافر أو زوجته بإحضار عود بلس وبسباس وتضعه في التنور , وتشعل عليه النار وتنادي «ياعود البلس قل لفلان- وتسميه باسمه -الليل غلس» فتنزل الدموع من عين المغترب كما يعتقدون.

زر الذهاب إلى الأعلى